Thursday, July 17, 2014

عصفورة الساحات

أجلس للكتابة ..هربا من وجع الحياة وشغفها و خوفا من كونها تستوحش على حين غرة فتصيب القلب من حيث لا أحتسب .. ..اتذكر رضوى عاشور وهى تحكى عن معاناتها لتصب الافكار التى تكتنفها على حين غرة ..أهمس لنفسى "انه ذات يوم ستنقضى كل الهموم وتمضى كل المخاوف ولا يبقى سوى الحب ..الحب وحده سيبقى ." واتساءل ..لماذا يبقى الحب دون سواه ..ألأن الحرب التهمت كل القلوب الطيبة فأماتتها ام لأن الحب لا يليق بكوكبنا ..الحب لم يخلق ليسكن ها هنا ...هو شعور نورانى كالملائكة ..يسكن السماوات ..قد يحّل ضيفا بضع مرات على الارض ولكنه لا يظل طويلا يكمل رحلته باحثا دوما عن وطن يستقر به .. 
يوما ما لمحته ..أو ربما التقيته ..ربما كان حلوا مثل عينيك ولكنى لم اتمكن من مصادقته ..القلب صار بيتا غير أمن لى فما بالك بالامان اللازم لاستقبال نورانية الحب ؟ 

..يا حبيبى ..أنا عصفورة الساحات .
.أهلى نذرونى للشمس ..للطرقات 

مازالت ترن فى أذنى كلمات اغنية فيروز منذ مساء البارحة ..وكأنها تحكينى ..أو تحكى "حدوتة"الروح التى ضلت مرفأها فمازال التيه يؤرجحها حتى تجد ساحتها التى كانت تعتاش على حبوبها يوما ما 

"وبحبك ع طريق غياب 
..بمدى لا بيت يخبينا ولا باب"

لم تكن تدرى هلى حجم التشرد الذى سيأتى بعدك  فمنذ أن التهمتك الحرب وهى فقدت كل ايمانها بوجود البيت الذى يحوى أمانا ..وماعاد هناك أبواب غير أبواب الحدود الموصدة امامها من كل جانب.. فقط أقفال ونحيب مستمر ودمار فى كل مكان ..فقدتك ففقدت بعدك كل معانى الطرق وماعادت تعرف طريق الرجوع ..لم تعد تكتب المراسيل لتحفظها بين طيّات ملابسها فقط صار الصمت حليفها ..كفرت حتى بالكتابة منذ ان غاب طيفك عنها .. 

                                        خوفي للباب 
                                 يتسكر شي مرة بين الاحباب 
وتطل تبكيني ليالي الشمال الحزينة


القلب دوما يخاف مما يأمنه وهى لم تأمن سوى لمجرد باب يحرس غفوة احلامها الوردية ..وظلت تخاف أن ينكسر أو يرحل أو يتحطم أو حتى يفتح مصراعيه على جراحها وأمضّها الخوف وامتص روحها شيئا فشيئا واختفى صوت الدموع وملمس البكاء وضاعوا الاحباب وعادى ..وحيدة ولا يؤنسها سوى ليالى الشمال الحزينة التى لم تعد تستجيب لندائها بأن تتذكرها 

هل سأصبح ايزيس ؟ يوما ما ..قد تمنيت ذلك يوما ولكن أمانينا هى سرتعاستنا ..دوما نجهل ان الامنيات ما هى الا خدعة يتصيدنا القدر بها كى يحفر لنا حفرة توقعنا فى شرور اعمال



نا..

أتساءل هل ما كتبت كافيا ؟ هل أفضيت بكل ما فى الروح ؟ هل عاد للأمر بقية لم تأتِ بعد ؟

ما للوداع علاقة بنا ..سنتقابل فى كل حين نصلى وندعو أن يكون الوطن بخير ..يا وطنى 





No comments:

Post a Comment