Monday, March 24, 2014

كاف..

كان لا يؤمن بالخوف .. ويدعّى انه يوجد فقط فى أذهاننا .. وأننا نخاف دون التعرض لتجارب تدفعنا لهذا الخوف فيما صنفه بالخوف الغير عقلانى وغير المبرر.. لماذا نخاف من المجهول ونحن مازلنا أحياء و مازلنا نتنفس ونمتلك القدرة ولو على الحلم نوما .. ولماذا نخاف من كائنات أخرى ما هى الا أرواح تماثلنا وتشاركنا فى الحياة على هذه الأرض.. ولكن كل هذه تبدو ارهاصات منطقية لا طائل منها ما ان يبادرك الخوف على حين غرة ..فقط لا تبرر شعورك به ..هو هنا فى قلبك يركد حينا ويستوحش حينا فيتناول روحك على مهل وحينها لا يمكنك ادعاء أنك لا تؤمن به او انه من صنع خيالك فقط .. حينها لا يمكنك سوى الاستسلام لك الى ان يدعك ويمضى فى سلام 

كيف يمكنكِ ان تُنازلين القضية فى قلبه ؟ وكيف يمكنك أن تحدثيه عن الحب وهو يحدثك عن الحرب ؟ وكيف تحدثينه عن عالم وردى به جزيرة خضراء و بحر كلون عينيكى لتحاولى اغراقه وانت تدركين أن ألوان عالمه تتراوح مابين أسود الظلم الذى يحاربه و أبيض القلب الذى يمتلكه و رمادى المساحة التى يُنازل فيها الحياة فى معاركِ مختلفة . وكيف يمكن أن تحزرى ان لكِ نصيب فى معاركه . أو ان تعلمى ما اذا 
 كنتِ من يحاربها أو يحارب لأجلها 


كانوا يعلمون ان الظلم قد أعد جيوشه واعلن النية أن يخوض حربا ضروسا ضد كل ما حاربوا لاجله ولكن لم يفقدوا الأمل يوما ..فكيف يمكن أن تمنع النائم ان يحلم ؟ وكيف يمكن ان تُرغم الخائف أن يضحى بكل ذكرى استشعر فيها الامان ؟ وأّنى لك ان تجبر من يؤمن بأحقية وجوده ليحارب لأجل بقاءه أن يفقد هذا الأمان يوما ؟


Friday, March 21, 2014

عبث

الهرب .. أن ابحث عن الهرب فى الكتابة ..طالما كان مبدأى ان اكتب كى اجد من يشاركنى شعورى بالفرحة الغامرة أو بالخوف الاسر او بالتيه الذى لا مفر منه سوى عندما أجدنى وأنا اكتب .. أن أهرب من دقات قلبى المتسارعة كركض الغزال من مفترسها المحتمل بالغابة وأتمنى أن اجد صخرة للصلاة مثل تلك التى وجدتها مارينا ..


الصلاة تدفع للبكاء ..أم أننى صرت أكثر تأثرا واسهل استثارة بمختلف أسباب الحزن .. فى كل "رحمن رحيم"يذوب القلب خوفا وجزعا وأملا و عشقا وضعفا وتشردا وتيها وضياعا ووجودا وتنهمر الدموع شكوى للخلق بالضياع فى فهم مخلوقته الضعيفة القابعة بين جنبات القلب و التى تسرى روحها مسرى الدم منى ولكنى مازلت لا أتمكن من فهمها ..

تسارع دقات القلب ورعشة الأصابع كتلك الحالة التى تشبه ماقبل القفز فى الشلال الا انها لا تُتبع بقفزة قد تحرر الروح من قيودها ..هى فقط تلقيها فى قيد اخر فتستحيل كتلة البهجة المشعة لصمت منكسر لا يجرح ولا يعود يشعر بالجُرح ..هو فقط قد يأسر من يراه بأن يُثير فضوله ليحاول معرفة من أطفأ شلالات الفرح ومن أخرس ضحكات الشغف ومن جعل الصدا ينفذ لبريق العينين اللامع ...

يوما ما كانت هنا ..ولكنها ذات صباح ما عادت هنا ..سافرت وتكورت فى عالم لا يدريه سواها و لم تعد تدعو ايا منهم اليه ..تستيقظ لتتناول قهوتها وتكتب قليلا ثم تقرأ كثيرا ثم تعود لتكتب كثيرا وطويلا الى أن تفقد الوعى كتابةً وتستيقظ دون ان تتذكر ماذا كانت تفعل

أكبر من أن تُحكى هى تلك الهموم والمخاوف الصغيرة التى تتراكم لتكبر وتكون جبلا يُثقل الروح لدرجة تجعل النوم ترفا بعيد المنال والبكاء رغبة غير مشروعة ..

عجيب هو كيف أننا نتمكن من اخفاء كل مشاعرنا وراء لوحة مفاتيح, وكيف يمكن ان نتذرع انه لا طاقة لنا بمحادثة من يريدون الحديث معنا لأننا فقط"لا نمتلك الطاقة لذلك" وكأنهم يفهمون معنى ذلك فى المقام الأول !! 

بعيدا عن كل هذا العبث ..كل عام وأنتِ أمى ..يا حبي الأزلى و وجودى الذى لم يبدأ كى ينتهى ..أحبكِ 

Tuesday, March 11, 2014

تدوين

عايزة اكتب أيها الكون العنيد..بقالى يومين بنام كتير مش نوم هروب انما تعب ..تعبانة من ايه مش عارفة ..جايز عشان بهلكنى فى مشاوير و حاجات كتير عشان ميبقاش عندى وقت أسألنى " ازى حالى ؟" ممكن .. بس الكتابة وحشتنى جدا .. ومحتاجة اسافر كالعادة و اليوم محتاج يبقى طويل شوية .. والنوم محتاج يبقى مُشبع شوية برضه .. 
رضوى كانت عايزانى أكتب لحد 20 سبب يخلى الواحد مبسوط ..ألصراحة فى اكتر من 20 سبب بس جيت اكتبهم لقيتنى نمت .. عموما ..رواية مريم أحلى حاجة حصلتلى الاسبوع ده تقريبا .. وزعلانة انها خلصت بدرى .. وسميت البطل ادم عشان اسمه بيدل على كونه انسان ..انسان وبس ..حر ..نقى .. بيحب بجد .. بيحارب .. وحقيقة انا بحب ادم ..جدا..يمكن عشان بقالى كتير متعلقتش بأبطال روايات ..ممكن ..أو يمكن عشان اصلا قالى كتير مقرتش روايات ..ممكن 

درس علم النفس على كورسيرا بدأ يدخل فى الاامراض النفسية واستاذ ستيف كاتب تحذير :ان اى حد بيقرا عن الامراض دى بيحس ان عنده زيها او على الاقل اعراضها .. ما كلنا مرضى نفسيين يا ستيف .. ستيف كمان هيوحشنى لأن الكورس قرب يخلص ..معجزة انى مكملة فيه لاكتر من شهر ومزهقتش .. دى حاجة كويسة ..اللى انا بعمله ده غاببا اسمه تداعى حر وهى انى بكتب كل اللى بييجى على بالى وهم بيسموه تدوين .. وانا محبش ادون عشان بحس الموضوع كشف لسرارى اكتر ما الكتابة بتكشف ..واللى عايز تفاصيل عن حياتى ممكن يسمعها وندردش بعد ما يسألنى لو أنا عُزت ده .. 

الاسبوع اللى فات دخلت مدرسة ولاد ثانوى مع صناع الحياة ... كانت اول مرة فى حياتى ادخل مدرسة ولاد بس .. وكان كأننا فى سجن ..مكانش ينفع نقف لوحدنا كبنات ولا نهزر ونضحك على طبيعتنا والاولاد مسكتوش غير لما قلتلهم انى فى سنة خامسة ...

سنة خامسة وفاضل شهرين واتخرج وبالمناسبة الشهرين كل يوم بيقّلوا .. وده عنوان اجابة سؤال : ازيك ؟ مفيش .. بستمتع باخر لحظات ببقى عارفة انا رايحة فيها منين لفين عشان داخلة على لحظات ان السجادة تتسحب ومبقاش عارفة الطريق رايح فين ..

Saturday, March 1, 2014

هى ..يمامة

فعل الأمر لا يُمكن استخدامه فى طلب عدة أفعال مثل : ابكِ..اكتبى .. اعشقى ..انسى .. انضجى .. هو فقط يامر كى لا يُطاع .. فالبكاء أمر ينقذ اروح من الوقوع فى ابار الخوف بخوف اصغر وهو الخوف من أن يراك أحدهم تبكى .. والكتابة رد فعل تلقائى تأمر اليد وتراقصها وتترك تبكى على أطلال ما كتبت أو تبيتسم فرحا بما وثقّت ..أما العشق فمحترف المباغتة والنسيان لا يؤمر ولا يملك سوى أن يأتى على مهل بعد أن يشيب القلب و تبور الذاكرة فيأتى متكئا على عصاه .. واليوم لن أكتب.. ولكنى سأحكى حكاية .. وانا التى ما وجدت أحدا يجيب طلبى بأن" يحكيلى حدوتة" فلأحكى أنا الحكاية .. 

سكن هو القصر وسكنت هى ..القصر أيضا .. كان فارسا ولا لم تكن أميرة ..انما كانت يمامة تطير وتغنى وتتقاتل مع اخواتها على الوقوف على شباك الأمير لتشاهد طقوسه اليومية وتحفظ طباع شخصيته وتمضى مساءا لتغرد فى الطريق لعشها فى حديقة القصر وتنام لتحلم به يحارب على ضفاف المملكة وهى تحرسه وتحوم فوق رأسه ثم تحط على كتفه اذا ما جلس لشجرة يستريح استراحة المحارب فيُنعم عليها بنظرة امتنان لوجودها بجواره متوسما فيها الروح التى تحميه .. 


سألها النسر يوما -نعم فى المملكة تصالحت النسور واليمام- لماذا تحرسينه دونا عن باقى الامراء ؟ 
لم تجب .. فكيف الى تلك الاجابة من وصول .. انه فقط قلبها الصغير الذى أمرها فائتمرت وأطاعت و من يومها وهى تبتهل الى ربها كى يحفظ أميرها ويحفظها كى تحفظه ..


قد يتبع أو لا..