Wednesday, March 30, 2016

أجزاء مبتورة

لم يعد العالم مكانا مناسبا لنا ..صار موحشا لا يؤنسنى فيه سوى الوجود بين ذراعيك او بين دفتى رواية تحملنى الى عالم بعيد عن هنا .. تتكرر الأفكار بصورة تصيب بالملل..ينادينى شيطان الكتابة فأتجاهله وكأننى أصبت بالصمم .. تبتلعنى الغربة فى نهاية كل يوم فأصير امام خيارين أما النوم او البكاء و حقيقةّ ما عادت مقلتاى تقويان على البكاء وصار غير مفهوم بالنسبة الى فلم أعد أدرى أأبكى جزعا ام حزنا او افتقادا لأمى ..تتوالى الأيام متشابهة كصفحات بيضاء فى كتاب قديم اهترئت اوراقه يشبه بعضها البعض الا من بعض الومضات التى تبعث الحياة فى القلب لعدة دقائق ثم ما تلبث أن تصير الوتيرة بطيئة و متماثلة كما كانت من قبل ..أأتخذ الخيارات الصحيحة أم أتركنى أطفو كما يسير الآخرون ..هل يجب على ان اتوقف عن القتال واستسلم لما تفعله الحياة بى ..كنت أظنها عاهدتنى أن تكون مسالمة معى ولكنها نكثت ذاك العهد وصارت مليئة بالغربة وتختطف الضحكات وتصيب شفتاى بالخدر 

تدرين ما الحياة يا صفية ؟ الحياة ألا يحدث هذا كله .. مللت العبثية القائمة فى تلك التى نطلق عليها اسم حياة ..كثيرة هى المتضادات و الطرق التى لا تؤدى سوى الى الهلاك ..الملل ينخر فى عظام الوقت كما ينخر السوس فى أعواد القصب ..تتشابه الأيام جميعها بصورة تصيب القلب بالعطب ..حتى الروايات صارت متماثلة جمعيها تحكى عن حبيبين يلتقيان فيصيبهما الحب فيمرضان عشقا ويجدان طريق الهوى ثم قد يفترقا او يفترق أحدهما عن الاخر والفراق مؤلم و يبدو وسيلة جيدة للقتل ..بلا دماء ولاأدلة ولا سلاح جريمة سوى هوة سحيقة بين روحين تعاهدا على عدم الفراق فافترقا ..لماذا أتحدث عن الفراق ؟ أأخشى فراقك أم أخشى التورط معك حد أن يصبح فراقنا حتميا لا فكاك منه ولا مهرب ..؟

رهاب الورقة البيضاء ..
قال أحدهم اثناء محاضرة ما انه اذا توقفت أمام نفسك فى المرآة فلن تتمكن من معرفة ما خطبك ..لن تتمكن من معرفة ما يصيبك بالموت فى كل ساعة الا إن ألقيت بنفسك فى تجربة ما كى تستنبط منها ما تريد من تلك الحياة ..وأى شىء قد تريد سوى بيت دافىء وكتاب يليق بعقلك و موسيقى تصدح فى أرجاء الغرفة كى تحملك الى عالمِ ما علمت قبلا بوجوده وورقة بيضاء تصير رفيقتك ..تخط عليها ما لا يفهمه الأخرون ..تخبرها بما يجتاحك من عواصف.. تحدثها عما ألّم بك دون صوت ..فقط صمت يقول ما تعجز الكلمات عنه ..سأظل حقا ألوم العلماء انهم لم يتوصلوا لاختراع يتمكن من صياغة ما نشعر به فى كلمات يفهمها بنو آدم ..وأتمنى أيضا ان يخترعوا مكانا نتمكن فيه من البكاء و الصراخ بكل ما نملك من طاقة وربما نتشارك ذلك البكاء فى خضم أحضان من الآخرين ..


كم صارت كتابتى رديئة .أتظنين أننى قد فقدت تلك الشيطانة التى تخبرنى ماذا أكتب و كيف ..كانت شيطانة ماهرة بحق ومازلت أشعر بها تكتنف أغوارى وتحوم كمليكة تتفقد
أرجاء مملكته

صار الله غريبا بالنسبة إلى وهذا الشعور مرعب فهل يمكن أن يعيش المخلوق دون تواصل مع خالقه؟ تشوشت قنوات تواصلنا .. السجود صار جافا و التأمل صار مصتنعا و صارت رسائل الرب لا تصيبنى بالدهشة كما كانت وصار القلب صدئا ومهترىء و ..
يخاف الاعتراف أنه كفر بالعديد مما آمن به قبلا 

# أجزاء مبتورة من عدة محاولات بائسة للكتابة