Friday, June 20, 2014

فى امل

يبدو الصباح من شرفتى متبسما لشروق الشمس ..وعلى ألحان البيانو المنبعث من سطح البناية .. تبدو القهوة مناسبة وأنا اكتب تفاصيل ذلك الحلم الرائع الذى رأيت فيه فتاة ملائكية تدعّى انها أنا فى زمن اخر وانها ..تحبنى .. ولكنها كانت بالفعل لا تشبه سوى زهور الربيع وحبات الثلج بعد النسمات الباردة فجرا .. وكانت عينيها كما زمردتين مليئتين بالشغف وعشق لكل ما تقابله ..ومجرد نظرة واحدة منها كفيلة لتجعلك لا تتوقف عن الابتسام .. ولأنها كانت ملائكية ..فالملائكة لا تعيش بيننا ..سوى فى الاحلام 




الكتابة لا يمكن استجداءها ..هى فقط تعصف بك وتهمس فى اذنيك ..قم لتكتب ..وعليك ان تطيعها صاغرا والا فلن تأمرك مرة اخرى ولن يكون لديك ترف الرفض وحق الاختيار ..ولن تجد من يفهمك خاصة حينما يكون ما فى القلب أكبر من أن يُحكى .. والحياة ستبدأ التلاعب بك بدنيويتها المعهودة وستحاول ان تصقلك لتُخرج الجنى الراكد بداخلك كى يروضها ..او تروضك هى فتصير حيوانها الاليف ..وقد تدللك أو لا .. 

عن الرسائل ..المبهمة والمجهولة والمقروءة روحا دون أن تُكتب .. عن المراسلة بالأعين  دون تصريح ودون كتابة .. وهل الارواح تحتاج للمراسلة ؟ 

صباحُ الخير..
تحياتى لكِ ايتها العزيزة .. مرحبا بكِ فى الدنيا .. لنا حديث مطول حين لقاء قريب ..والى ذلك اللقاء ..كونى بخير سيدتى 
وتقبلى وافر الحب مع باقة الورد البنفسجية اللون التى أرسلتها اليكِ..انتظرى موعد اللقاء 
غريب المقهى ..

قد يدفعك الخوف من الفقد .. الاقتراب من النيران اثناء اشتعالها والتعلل بأنك ستطفئها متجاهلا واقع انك تحب النيران ولن تجد الجراة كى تطفئها..فتجلس حولها متلذذا باشتعالها منتظرا النهاية التى سيسطرها غيرك ولن يهمك حينها ما الخوف وما الفقد ..كفاك أنك استمتعت بوجود النار واشتعلت روحك معها  



ويبقى فى القلب أكثر مما كُتب..







Friday, June 13, 2014

حالة وسطى


يقولون ان الكتابة هى حالة وسطى ما بين النرجسية وبين الشك القاتل بقدرتك ان تهزم الحياة ..ومابين معركتى مع تلك الحياة قاب قوسين أو ادنى وما عاد هناك ممرات سرية للاختباء ولا ابواب خلفية للهرب ..فقط ابواب مفتوحة على مصراعيها و نوافذ تنتظر قرارى لأختار بايُها ابدأ.. يبدو الامر مخيفا ...حلوا وشهيا ومغريا بالاقتراب ومرعبا الى حد بعيد .. فقط اتمنى الخروج من تلك التجربة بدون خسارة روحى فكفاها تيها .. وصبرها قد يقل اذا ما علمت ان البيت لم يقترب وانه مازال هناك طريق طويل للعودة 

نجم فى الافق بدا 
فرحا يشدو رغدا ..

أشتاق الانبهار بابسط الاشياء ..امس كانت بهجتى عارمة بمحاولة فك طلاسم مباراة كرة القدم وكأننى عدت صبيا ذو 10 اعوام يشاهد فريقه المفضل يفوز بمباراة ما .. 
هل اخبرتك قبلا اننى احب كرة القدم بالرغم ان الاخضر الكثيف فى ارضية الملعب يصيبنى بالدوار وفقدان الانتباه بأى فريق يملك الكرة الان .. 

القمر مكتمل الليلة كضحكتها التى تملأ الكون نورا .. لم تطلب الرقص لكنه فهمها فهل يمكنه رفض اغراء عينيها بالرقص امام نافورة 
تريفى ب  روما ..حيث كانت امنيته ان يرى العالم بعينيها ..

يقول انى امرأة تغار منها النهار ..وأننى لؤلوة تعلو اليها البحار ..
أخبرها يوما كم تشبه الورود فى رقتها فتوردت خجلا ثم باتت تلقى النكات وكأنه لم يُغازلها للتو ..فزادتها حماقتها جمالا على دلالها ..

نعم الملكة تضحى .. والاميرة تزداد دلالا ..يبدوا ان الدلال داء الاميرات ..-
- احيانا ..فقط احيانا تليق الحالات الوسطى بساكنى التطرف

Monday, June 2, 2014

يونس


مرّ عام وشهر وبضع أيام ..لا يومين وثلاث ساعات منذ رأيتها للمرة الأولى .. ومنذ ان أخبرها كم أسرت قلبه منذ دلفت حانوته بمشيتها الهادئة ونظرتها الناعمة التى جعلته يهمل كل زبائنه ليلبى لها طلبها وتمنى أن تتوقف الساعات كى ينعم برفقتها لأطول وقت ممكن .. كانت عاصفة هوجاء بعثرت اوراقه ما ان فتحت الباب فقد كان الشتاء قارسا ذلك العام وكانت الرياح عاتية كما اضطراب روحه بتلك النيران تشتعل لتدفىء وحشة القلب الى ان اشعلت كل غابات القلب وجاءت هى ..لترتب اوراقه وتلمع صور الاماكن التى طالما ود السفر اليها ..جاءت كفراشة تهبط على بتلات وردة فى صباح يملؤه الندى ..جاءت ومن يومها لم يعد لنفسه و صارت روحه تقيم حيث تذهب روحها .. لا يلتقيان سوى فى احلامه ..الى ان ان اعترف لها ..ولم تتفهم وقتها فقد كانت صغيرة القلب ولم تشأ ان ترسو مراكبها قبل ان تترك شواطئها .. فاعادته صفر اليدين ..مُحمل بهمومِ لم يعلم ان له قِبل بتحملها .. ومرت الايام وهو يراها تأتى متجاهلة طلبه .. تشترى منه بضاعته وهو قد باعها أغلى ما يملك يوم ملكت عليه أمره وصارت مليكته .. تمر كل شهر بالحانوت تبتاع ما تريد ليكفل احتياجات منزلها المتواضع حيث علم فيما بعد انها تعيش مع والدها ووالدتها بعدما سافر اخوتها للاسكندرية بحثا عن بحر بداخل البحر ..وربما حسد اخوتها على قربهم من البحر يبثونه همومهم متى شاؤوا كما تمنى يوما ان يشكوها هو للبحر ذات ليلة .. علّه يساعده او يفهمه او يعينه على نسيانها او يبتلعه ويُنهى الامر برمته .. 


رأى ذات ليلة فيما يرى العاشق ..أن مضى يكتب رسالة لم يدرى لمن سيرسلها أو ما محتواها ويضعها فى قارورة زجاجية لم يرى فى بهائها قط ثم يذهب الى البحر ويركب مركب وهو يُجدف بكل ما اوتى من قوة الى ان اصبح بداخل القلب النابض للبحر ولم يدر حينها اهذا الهدير كان صوت ضربات قلبه ام صوت موجات البحر وهى تتكسر على خشب مركبه الصغير .. وألقى القارورة وااستيقظ فزعا .. فعلم حينها انها قد سحرته وصار قلبه ضائعا فحتى لو بادلته الود لن يتمكن من حبها كما يريد فقد نسى قلبه حيث اهله فمنذ عدة سنوات وهو يعيش وحيدا حتى سماه  أهل الحارة كلهم ب"يونس الوحيد" ولم يكن يضايقه هذا اللقب فهل الحقيقة تزعج ؟ بعد تفكير ..نعم الحقائق دائما مزعجة .. كان وحيدا قبلها وصار وحيدا اكثر بعدها .. ولكنه لم يياس فبعد عام منذ اعترفه الأول جاءت له فرصة السفر الى مسقط راسه ..وتمنى لو يودعها ومعه على الأقل وعدا منها بانها قد تنتظره ..ولكنها فى ذاك العام نضجت واعتنقت عقيدة الحرية ولم تكن لتسمح ان يقيدها أحدهم بعشقه دون ان يصيبها الخدر عند لقائهما فكان بالنسبة لها مجرد صبى يعمل فى الحانوت المقابل لمنزلها ومنذ رأته لم تصاب بخدرِ او تشعر بأنه هو جزيرتها التى سترسل سفن روحها اليها فلم تأبه عندما رفضت حبه للمرة الثانية ولم تهتم لمقدار تعلقه بها الذى حمّله الانتظار عاما كى تهدأ عواصفها ليستجمع قواه التى خارت فى مواجهة الدنيا قبل ان يواجه دنيتها ..كان فقط يتمنى امتلاك عينيها لبضع لحظات قبل أن يعود الى بلدته حزينا ولكنه لم يعلم انها أسفت لانكارها لشلالات حبه الهادرة فكتبته ..