Sunday, October 11, 2015

تساؤلات


" يا مسافر وحدك"
أنسيت السفر ؟ أما عاد الفضول يحدوك لاكتشاف حياة خارج حدود معرفتك ؟ أم عادت عينياك تلتمعان بمجرد ذكر الهرب ؟ أفقدت رغبتك الدفينة فى القاء كل شىء خلف ظهرك والتجديف بعيدا حيث لا حيث ؟ أفقدت قدرتك على الحُلم؟ أم انه الواقع امتصك و تركك خاويا من كل ما عرفت يوما من طموح وشغف ورغبة فى التألق و الفرح؟ ألن تعاود المحاولة ؟ ألن تسعى لايجاد مرفأ آخر ؟ أم ان سفينتك التى صارت حطاما أصبحت كافية بالنسبة لك وتشبع غرورك ؟ انتظر ..دعنى اقرأ عليك بضع من رسائلك التى أرسلتها إلى عندما كنت مهتما بالمغامرة يوما ما 

الرسالة الأولى "ما الحياة؟"

أنا جاد  فى ذلك السؤال ..أعنى ما عدت افهمها بالفعل ..إمرأة لعوب تلك الحياة توهمنى أنها بين ذراعى ثم تمضى للرقص مع آخرين بت أعتقد أن الحياة ثقيلة الظل وثقيلة الحمل على من هم مثلى ..على من هم يكثرون التساؤل والتفكير .. لماذا خُلقنا ؟ وإلى أين سنرحل ؟ ولماذا لا تمضى الأمور كما نشتهى ؟ ولماذا يوجد الكثير من الوجع المرافق للسعادة الشبيهة بالجنة ؟ ولماذا نسعى للنجاح وما هو النجاح ولماذا نريده فى الاساس ؟ ولماذا لا نكتب حتى الموت ؟ ولماذا الهرب لا يريحنا هو فقط يؤجل المتاعب حتى حين ؟ أين المفر ؟ ولمذا نهرب فى الأساس؟ ألم نكن نحن من اختار المسئولية قبل الخليقة ونحن من دفع أجسادنا للخرج من أرحام أمهاتنا ؟ مللت التساؤل بحق اعنى ألاتوجد أجوبة جاهزة لكل تلك التساؤلات ؟ ألا نستريح ونكف عن التساؤل والاكتفاء بالحياة كما هى دون أن ننتظر منها شيئا ما ؟ وأحلامنا ؟ صارت أحلامى مرهقة بحق تستنزف طاقتى التى أحاول استعادها أثناء العيش ما عدت أحلم بكِ جزيرتى هنا منعزلة للغاية وصوت الموج بات يزعجنى و النخل الباسقات الطول جعلننى أنس وجهك الصبوح المفعم بالحياة لا المفعم بالحب .. والحب ..لغز آخر بات يحيرنى ربما هو القشة الأخيرة التى يتعلق البشر بها كى لا يفقدوا قدرتهم على الحياة ..اعذرينى إن شوهت مفاهيمك المشروحة مسبقا انما انا فى حيرة تكاد تُغرقنى مثلما يغرق القراصنة بعد حرب ضروس مع بحارة البحار السبع ..ما أنفك أعذب نفسى بتلك التساؤلات ولكننى سئمت الحياة ولا أود الرحيل عنها فى آن معا ..أخشى الموت ولكن للموت حكاية أخرى ..ربما أحدثك عنها فى رسالة أخرى ..