Monday, July 25, 2016

ستكبرين






ستكبرين عزيزتى وتنضجين و تتعلمين ان الحياة ماهى الا صدفة موجعة ومفرحة فى آن معاً..ستزدادين جمالا وتألقا وتتعلمين لغة العيون فتوقعين فى شباكك العديدين ممن سيودون فقط أن يشاهدوكِ وانتِ تحتسين فنجانا من القهوة كملكة من زمن غابر تريد أن تجعل العالم البائس هذا مكانا أفضل ..ستصيبك الحيرة لعدة أوقات عندما تبدأين فى نسيان تاريخ ميلادك و تهجرك قناعتكِ أنك قد جاوزتِ العقدين بعدد من السنوات ولكن قلبك الصغير هذا يأبى أن يجاوز السابعة عشر وستظلين تلك المراهقة المشاكسة التى تشاكس الحياة بعنادِ و نزال كفرس حرون

.. ستقعين فى الحب مرة و مرّات و تبكين طويلا و تضحكين كما لم تعرفى انه يمكنك الضحك يوما .. ستنظرين الى المرآة فى الصباحات المشرقة ليصيبك وجهك بالبهجة التى تحتاجين لبدء يومك فتقبلين انعكاس صورتك و تتمنين لذاتك يوما سعيدا دافئا كبنىّ عينيكِ وأحيانا أخرى ستعجزين عن السباحة فى بحور دموعك التى جعلت من وسادتك طوفاً هائما على غير هدى فى بحرِ هائج لا مرسى فيه ولا جزر تدعو للاستقرار ..ستفكرين وتقررين كالنساء اللواتى طالما نلن اعجابك ..ستحاربين وحدك او بجانب حلفاء لكِ لهم نفس الاهداف و يتشاركون معك معركة او اكثر من معارك الحياة ..ستصيبك لعنات و تقاومينها بابتسامة حينا او بتناسِ أحيانا أخر ..ستقرأين كثيرا و تفقدين ذاتك فى هذه الرواية و تحلمين بأبطال تلك الرواية و تبكين مع تلك البطلة وتكرهين ذلك البطل ..


ستجدين ذات يوما شعرة بيضاء فى خضم شعرك الكثيف وتتعجبين أنكِ كبرتِ على عجل وان ايامك صارت سريعة دون أن تتمكنى من اللحاق بها ..ستفتقدين أمك مرارا وتحاولين استدعائها ملايين المرات ولن تأتِ فتبكين كالاطفال التائهة ويزيد بكائك احساسك بافتقادها فتكتبين لها رسائل مطولة لديك منها علم مسبق بعدم الوصول أبداً .. ستتذوقين الموسيقى وتفهمين أصوات الآلات المختلفة و تغنين بصوتك الذى يأبى النضج و يتشبث بصغر عمر روحك الشقية ..

ستثيرك فكرة السفر فتنعزلين فى أحلامك عن هذا الواقع البغيض وتسافرين الى مدينة تخلقينها فى خيالك الخصب حيث البحر يحتضن قدميك الصغيرتين و السماء تدثر أحلامك البسيطة و الرمال تدفىء برودة وحدة روحك ..ستكونين كما لم تظنى أن تكونى 

Thursday, April 14, 2016

قصة حب قصيرة #1

الموسيقى ..تقول الكثير دون كلمات ..مجرد ألحان تصعد بك حيث سماء لا حدود لها سوى قلبك وكلما اتسع حجم قلبك كلما زادتك الموسيقى تحليقا فوحدك أنت الذى تضع الحدود و أنت الذى تلملم الكلمات المبعثرة و تجعلها ذات معنى لا يدريه ولا يفهمه سواك تخاطبك النغمات على مهل همسا و صراخا و رقةً و وجعا وتفك أنت الشفرات شفرة شفرة الى أن تحل جميع العقد و تسبر أغوار جميع اللعنات تماما كما فعلت أنت فى أول لقاءِ لنا ..ظننت أننى سأشعر بالغربة فى القاهرة عند زيارتى لها فى أول مرة ولكنك كنت هنا ..آنست وحشتى و تنقلت حرا بين جنبات روحى و كان وجودك بمثابة الجنة التى إلتجأت فيها من حرارة الطقس الذى زاده وجودك بجوارى حرارة فوق شدة قيظه ..

عيناك سفينتان غارقتان بجوار مرفأ مجهول أضاع جميع البحارة خرائطه ووحدى التى اكتشفته دون بوصلة او دليل ..فقط وصلت الى جزيرتك كمن ألقتها الامواج على صدر الرمال دون استئذان ودون اختيار للوجهة ..ظننت اننى انا التى أختار وجهتى ولكن كان ذلك قبل أ|ن ألتقى بك و تكون انت بوصلتى ووجهتى .. يقولون ان الحب هو أن يفقد المنطق منطقه و تعجز عقولنا عن محاربة القوة التى نخفق بها قلوبنا وأظن أننى .. أحببتك ...نعم "طارق " أحببت الطريقة التى تنظر بها الى عيناى فتخبرنى أنك اشتقت الى خلال الساعات الماضية التى لم نمضيها سويا ..وعشقت الطريقة التى تعمدت فيها ان تخسر أمامى فى لعبة الشطرنج رغم يقينك بيقينى أنك شديد البراعة بها ..وأستطيع أن أؤكد لك ان سقوطى بداخلك كان مدويا وصادما لكل ما اعتقدته طوال سنواتى الاربعين التى تركت بصماتها وتجاعيدها على جسدى ولكن جاءت لمساتك لتعيد الحياة الى ..هكذا بمنتهى البساطة وكأنك كنت هنا منذ الخليفة ..كانت القاهرة شاهدة على تقهقرى بداخلك حيث يرقد قلبك بهدوءه المثير يكفى أننى رايتها من خلالك ..فوقعت فى حبها من اول نظرة وأول لقاء ..رايت شموخ الهرم على مر القرون كشموخ كيانك فى وجه الوجع ..و أحسست دفء الأحياء الفقيرة التى تحيط بقلب القاهرة كشرايينها التاجية كدفء الطريقة التى تحيط بها خاصرى أثناء عبورنا الطريق ..والبحر الهادر يشبه صوتك الذى يأتى مطمئنا لى فى ساعات المساء الندّية ..أتسمح بمراقصتى على شاطىء النيل العتيق؟ كى ننسى سويا كل ما مضى قبل سقوطنا معا فى هاوية لن ندرى كيف يمكننا الفكاك منها ولكنها الحياة ..ظالمة كعادتها فراقنا هو النتيجة الحتمية لذلك التوهج الذى اعترى كلينا ولربما فى كونى "جولييت" التى افترقت عن حبيبها روميو ففراقنا كان محتوما منذ تعانقت يدينا 

*مستوحاة من فيلم "كايرو تايم"
** يمكن الاستماع للمقطوعة دى وانت بتقرا
https://www.youtube.com/watch?v=DUg9BAjHN78

Wednesday, March 30, 2016

أجزاء مبتورة

لم يعد العالم مكانا مناسبا لنا ..صار موحشا لا يؤنسنى فيه سوى الوجود بين ذراعيك او بين دفتى رواية تحملنى الى عالم بعيد عن هنا .. تتكرر الأفكار بصورة تصيب بالملل..ينادينى شيطان الكتابة فأتجاهله وكأننى أصبت بالصمم .. تبتلعنى الغربة فى نهاية كل يوم فأصير امام خيارين أما النوم او البكاء و حقيقةّ ما عادت مقلتاى تقويان على البكاء وصار غير مفهوم بالنسبة الى فلم أعد أدرى أأبكى جزعا ام حزنا او افتقادا لأمى ..تتوالى الأيام متشابهة كصفحات بيضاء فى كتاب قديم اهترئت اوراقه يشبه بعضها البعض الا من بعض الومضات التى تبعث الحياة فى القلب لعدة دقائق ثم ما تلبث أن تصير الوتيرة بطيئة و متماثلة كما كانت من قبل ..أأتخذ الخيارات الصحيحة أم أتركنى أطفو كما يسير الآخرون ..هل يجب على ان اتوقف عن القتال واستسلم لما تفعله الحياة بى ..كنت أظنها عاهدتنى أن تكون مسالمة معى ولكنها نكثت ذاك العهد وصارت مليئة بالغربة وتختطف الضحكات وتصيب شفتاى بالخدر 

تدرين ما الحياة يا صفية ؟ الحياة ألا يحدث هذا كله .. مللت العبثية القائمة فى تلك التى نطلق عليها اسم حياة ..كثيرة هى المتضادات و الطرق التى لا تؤدى سوى الى الهلاك ..الملل ينخر فى عظام الوقت كما ينخر السوس فى أعواد القصب ..تتشابه الأيام جميعها بصورة تصيب القلب بالعطب ..حتى الروايات صارت متماثلة جمعيها تحكى عن حبيبين يلتقيان فيصيبهما الحب فيمرضان عشقا ويجدان طريق الهوى ثم قد يفترقا او يفترق أحدهما عن الاخر والفراق مؤلم و يبدو وسيلة جيدة للقتل ..بلا دماء ولاأدلة ولا سلاح جريمة سوى هوة سحيقة بين روحين تعاهدا على عدم الفراق فافترقا ..لماذا أتحدث عن الفراق ؟ أأخشى فراقك أم أخشى التورط معك حد أن يصبح فراقنا حتميا لا فكاك منه ولا مهرب ..؟

رهاب الورقة البيضاء ..
قال أحدهم اثناء محاضرة ما انه اذا توقفت أمام نفسك فى المرآة فلن تتمكن من معرفة ما خطبك ..لن تتمكن من معرفة ما يصيبك بالموت فى كل ساعة الا إن ألقيت بنفسك فى تجربة ما كى تستنبط منها ما تريد من تلك الحياة ..وأى شىء قد تريد سوى بيت دافىء وكتاب يليق بعقلك و موسيقى تصدح فى أرجاء الغرفة كى تحملك الى عالمِ ما علمت قبلا بوجوده وورقة بيضاء تصير رفيقتك ..تخط عليها ما لا يفهمه الأخرون ..تخبرها بما يجتاحك من عواصف.. تحدثها عما ألّم بك دون صوت ..فقط صمت يقول ما تعجز الكلمات عنه ..سأظل حقا ألوم العلماء انهم لم يتوصلوا لاختراع يتمكن من صياغة ما نشعر به فى كلمات يفهمها بنو آدم ..وأتمنى أيضا ان يخترعوا مكانا نتمكن فيه من البكاء و الصراخ بكل ما نملك من طاقة وربما نتشارك ذلك البكاء فى خضم أحضان من الآخرين ..


كم صارت كتابتى رديئة .أتظنين أننى قد فقدت تلك الشيطانة التى تخبرنى ماذا أكتب و كيف ..كانت شيطانة ماهرة بحق ومازلت أشعر بها تكتنف أغوارى وتحوم كمليكة تتفقد
أرجاء مملكته

صار الله غريبا بالنسبة إلى وهذا الشعور مرعب فهل يمكن أن يعيش المخلوق دون تواصل مع خالقه؟ تشوشت قنوات تواصلنا .. السجود صار جافا و التأمل صار مصتنعا و صارت رسائل الرب لا تصيبنى بالدهشة كما كانت وصار القلب صدئا ومهترىء و ..
يخاف الاعتراف أنه كفر بالعديد مما آمن به قبلا 

# أجزاء مبتورة من عدة محاولات بائسة للكتابة