Monday, July 25, 2016

ستكبرين






ستكبرين عزيزتى وتنضجين و تتعلمين ان الحياة ماهى الا صدفة موجعة ومفرحة فى آن معاً..ستزدادين جمالا وتألقا وتتعلمين لغة العيون فتوقعين فى شباكك العديدين ممن سيودون فقط أن يشاهدوكِ وانتِ تحتسين فنجانا من القهوة كملكة من زمن غابر تريد أن تجعل العالم البائس هذا مكانا أفضل ..ستصيبك الحيرة لعدة أوقات عندما تبدأين فى نسيان تاريخ ميلادك و تهجرك قناعتكِ أنك قد جاوزتِ العقدين بعدد من السنوات ولكن قلبك الصغير هذا يأبى أن يجاوز السابعة عشر وستظلين تلك المراهقة المشاكسة التى تشاكس الحياة بعنادِ و نزال كفرس حرون

.. ستقعين فى الحب مرة و مرّات و تبكين طويلا و تضحكين كما لم تعرفى انه يمكنك الضحك يوما .. ستنظرين الى المرآة فى الصباحات المشرقة ليصيبك وجهك بالبهجة التى تحتاجين لبدء يومك فتقبلين انعكاس صورتك و تتمنين لذاتك يوما سعيدا دافئا كبنىّ عينيكِ وأحيانا أخرى ستعجزين عن السباحة فى بحور دموعك التى جعلت من وسادتك طوفاً هائما على غير هدى فى بحرِ هائج لا مرسى فيه ولا جزر تدعو للاستقرار ..ستفكرين وتقررين كالنساء اللواتى طالما نلن اعجابك ..ستحاربين وحدك او بجانب حلفاء لكِ لهم نفس الاهداف و يتشاركون معك معركة او اكثر من معارك الحياة ..ستصيبك لعنات و تقاومينها بابتسامة حينا او بتناسِ أحيانا أخر ..ستقرأين كثيرا و تفقدين ذاتك فى هذه الرواية و تحلمين بأبطال تلك الرواية و تبكين مع تلك البطلة وتكرهين ذلك البطل ..


ستجدين ذات يوما شعرة بيضاء فى خضم شعرك الكثيف وتتعجبين أنكِ كبرتِ على عجل وان ايامك صارت سريعة دون أن تتمكنى من اللحاق بها ..ستفتقدين أمك مرارا وتحاولين استدعائها ملايين المرات ولن تأتِ فتبكين كالاطفال التائهة ويزيد بكائك احساسك بافتقادها فتكتبين لها رسائل مطولة لديك منها علم مسبق بعدم الوصول أبداً .. ستتذوقين الموسيقى وتفهمين أصوات الآلات المختلفة و تغنين بصوتك الذى يأبى النضج و يتشبث بصغر عمر روحك الشقية ..

ستثيرك فكرة السفر فتنعزلين فى أحلامك عن هذا الواقع البغيض وتسافرين الى مدينة تخلقينها فى خيالك الخصب حيث البحر يحتضن قدميك الصغيرتين و السماء تدثر أحلامك البسيطة و الرمال تدفىء برودة وحدة روحك ..ستكونين كما لم تظنى أن تكونى 

Thursday, April 14, 2016

قصة حب قصيرة #1

الموسيقى ..تقول الكثير دون كلمات ..مجرد ألحان تصعد بك حيث سماء لا حدود لها سوى قلبك وكلما اتسع حجم قلبك كلما زادتك الموسيقى تحليقا فوحدك أنت الذى تضع الحدود و أنت الذى تلملم الكلمات المبعثرة و تجعلها ذات معنى لا يدريه ولا يفهمه سواك تخاطبك النغمات على مهل همسا و صراخا و رقةً و وجعا وتفك أنت الشفرات شفرة شفرة الى أن تحل جميع العقد و تسبر أغوار جميع اللعنات تماما كما فعلت أنت فى أول لقاءِ لنا ..ظننت أننى سأشعر بالغربة فى القاهرة عند زيارتى لها فى أول مرة ولكنك كنت هنا ..آنست وحشتى و تنقلت حرا بين جنبات روحى و كان وجودك بمثابة الجنة التى إلتجأت فيها من حرارة الطقس الذى زاده وجودك بجوارى حرارة فوق شدة قيظه ..

عيناك سفينتان غارقتان بجوار مرفأ مجهول أضاع جميع البحارة خرائطه ووحدى التى اكتشفته دون بوصلة او دليل ..فقط وصلت الى جزيرتك كمن ألقتها الامواج على صدر الرمال دون استئذان ودون اختيار للوجهة ..ظننت اننى انا التى أختار وجهتى ولكن كان ذلك قبل أ|ن ألتقى بك و تكون انت بوصلتى ووجهتى .. يقولون ان الحب هو أن يفقد المنطق منطقه و تعجز عقولنا عن محاربة القوة التى نخفق بها قلوبنا وأظن أننى .. أحببتك ...نعم "طارق " أحببت الطريقة التى تنظر بها الى عيناى فتخبرنى أنك اشتقت الى خلال الساعات الماضية التى لم نمضيها سويا ..وعشقت الطريقة التى تعمدت فيها ان تخسر أمامى فى لعبة الشطرنج رغم يقينك بيقينى أنك شديد البراعة بها ..وأستطيع أن أؤكد لك ان سقوطى بداخلك كان مدويا وصادما لكل ما اعتقدته طوال سنواتى الاربعين التى تركت بصماتها وتجاعيدها على جسدى ولكن جاءت لمساتك لتعيد الحياة الى ..هكذا بمنتهى البساطة وكأنك كنت هنا منذ الخليفة ..كانت القاهرة شاهدة على تقهقرى بداخلك حيث يرقد قلبك بهدوءه المثير يكفى أننى رايتها من خلالك ..فوقعت فى حبها من اول نظرة وأول لقاء ..رايت شموخ الهرم على مر القرون كشموخ كيانك فى وجه الوجع ..و أحسست دفء الأحياء الفقيرة التى تحيط بقلب القاهرة كشرايينها التاجية كدفء الطريقة التى تحيط بها خاصرى أثناء عبورنا الطريق ..والبحر الهادر يشبه صوتك الذى يأتى مطمئنا لى فى ساعات المساء الندّية ..أتسمح بمراقصتى على شاطىء النيل العتيق؟ كى ننسى سويا كل ما مضى قبل سقوطنا معا فى هاوية لن ندرى كيف يمكننا الفكاك منها ولكنها الحياة ..ظالمة كعادتها فراقنا هو النتيجة الحتمية لذلك التوهج الذى اعترى كلينا ولربما فى كونى "جولييت" التى افترقت عن حبيبها روميو ففراقنا كان محتوما منذ تعانقت يدينا 

*مستوحاة من فيلم "كايرو تايم"
** يمكن الاستماع للمقطوعة دى وانت بتقرا
https://www.youtube.com/watch?v=DUg9BAjHN78

Wednesday, March 30, 2016

أجزاء مبتورة

لم يعد العالم مكانا مناسبا لنا ..صار موحشا لا يؤنسنى فيه سوى الوجود بين ذراعيك او بين دفتى رواية تحملنى الى عالم بعيد عن هنا .. تتكرر الأفكار بصورة تصيب بالملل..ينادينى شيطان الكتابة فأتجاهله وكأننى أصبت بالصمم .. تبتلعنى الغربة فى نهاية كل يوم فأصير امام خيارين أما النوم او البكاء و حقيقةّ ما عادت مقلتاى تقويان على البكاء وصار غير مفهوم بالنسبة الى فلم أعد أدرى أأبكى جزعا ام حزنا او افتقادا لأمى ..تتوالى الأيام متشابهة كصفحات بيضاء فى كتاب قديم اهترئت اوراقه يشبه بعضها البعض الا من بعض الومضات التى تبعث الحياة فى القلب لعدة دقائق ثم ما تلبث أن تصير الوتيرة بطيئة و متماثلة كما كانت من قبل ..أأتخذ الخيارات الصحيحة أم أتركنى أطفو كما يسير الآخرون ..هل يجب على ان اتوقف عن القتال واستسلم لما تفعله الحياة بى ..كنت أظنها عاهدتنى أن تكون مسالمة معى ولكنها نكثت ذاك العهد وصارت مليئة بالغربة وتختطف الضحكات وتصيب شفتاى بالخدر 

تدرين ما الحياة يا صفية ؟ الحياة ألا يحدث هذا كله .. مللت العبثية القائمة فى تلك التى نطلق عليها اسم حياة ..كثيرة هى المتضادات و الطرق التى لا تؤدى سوى الى الهلاك ..الملل ينخر فى عظام الوقت كما ينخر السوس فى أعواد القصب ..تتشابه الأيام جميعها بصورة تصيب القلب بالعطب ..حتى الروايات صارت متماثلة جمعيها تحكى عن حبيبين يلتقيان فيصيبهما الحب فيمرضان عشقا ويجدان طريق الهوى ثم قد يفترقا او يفترق أحدهما عن الاخر والفراق مؤلم و يبدو وسيلة جيدة للقتل ..بلا دماء ولاأدلة ولا سلاح جريمة سوى هوة سحيقة بين روحين تعاهدا على عدم الفراق فافترقا ..لماذا أتحدث عن الفراق ؟ أأخشى فراقك أم أخشى التورط معك حد أن يصبح فراقنا حتميا لا فكاك منه ولا مهرب ..؟

رهاب الورقة البيضاء ..
قال أحدهم اثناء محاضرة ما انه اذا توقفت أمام نفسك فى المرآة فلن تتمكن من معرفة ما خطبك ..لن تتمكن من معرفة ما يصيبك بالموت فى كل ساعة الا إن ألقيت بنفسك فى تجربة ما كى تستنبط منها ما تريد من تلك الحياة ..وأى شىء قد تريد سوى بيت دافىء وكتاب يليق بعقلك و موسيقى تصدح فى أرجاء الغرفة كى تحملك الى عالمِ ما علمت قبلا بوجوده وورقة بيضاء تصير رفيقتك ..تخط عليها ما لا يفهمه الأخرون ..تخبرها بما يجتاحك من عواصف.. تحدثها عما ألّم بك دون صوت ..فقط صمت يقول ما تعجز الكلمات عنه ..سأظل حقا ألوم العلماء انهم لم يتوصلوا لاختراع يتمكن من صياغة ما نشعر به فى كلمات يفهمها بنو آدم ..وأتمنى أيضا ان يخترعوا مكانا نتمكن فيه من البكاء و الصراخ بكل ما نملك من طاقة وربما نتشارك ذلك البكاء فى خضم أحضان من الآخرين ..


كم صارت كتابتى رديئة .أتظنين أننى قد فقدت تلك الشيطانة التى تخبرنى ماذا أكتب و كيف ..كانت شيطانة ماهرة بحق ومازلت أشعر بها تكتنف أغوارى وتحوم كمليكة تتفقد
أرجاء مملكته

صار الله غريبا بالنسبة إلى وهذا الشعور مرعب فهل يمكن أن يعيش المخلوق دون تواصل مع خالقه؟ تشوشت قنوات تواصلنا .. السجود صار جافا و التأمل صار مصتنعا و صارت رسائل الرب لا تصيبنى بالدهشة كما كانت وصار القلب صدئا ومهترىء و ..
يخاف الاعتراف أنه كفر بالعديد مما آمن به قبلا 

# أجزاء مبتورة من عدة محاولات بائسة للكتابة

 

Sunday, October 11, 2015

تساؤلات


" يا مسافر وحدك"
أنسيت السفر ؟ أما عاد الفضول يحدوك لاكتشاف حياة خارج حدود معرفتك ؟ أم عادت عينياك تلتمعان بمجرد ذكر الهرب ؟ أفقدت رغبتك الدفينة فى القاء كل شىء خلف ظهرك والتجديف بعيدا حيث لا حيث ؟ أفقدت قدرتك على الحُلم؟ أم انه الواقع امتصك و تركك خاويا من كل ما عرفت يوما من طموح وشغف ورغبة فى التألق و الفرح؟ ألن تعاود المحاولة ؟ ألن تسعى لايجاد مرفأ آخر ؟ أم ان سفينتك التى صارت حطاما أصبحت كافية بالنسبة لك وتشبع غرورك ؟ انتظر ..دعنى اقرأ عليك بضع من رسائلك التى أرسلتها إلى عندما كنت مهتما بالمغامرة يوما ما 

الرسالة الأولى "ما الحياة؟"

أنا جاد  فى ذلك السؤال ..أعنى ما عدت افهمها بالفعل ..إمرأة لعوب تلك الحياة توهمنى أنها بين ذراعى ثم تمضى للرقص مع آخرين بت أعتقد أن الحياة ثقيلة الظل وثقيلة الحمل على من هم مثلى ..على من هم يكثرون التساؤل والتفكير .. لماذا خُلقنا ؟ وإلى أين سنرحل ؟ ولماذا لا تمضى الأمور كما نشتهى ؟ ولماذا يوجد الكثير من الوجع المرافق للسعادة الشبيهة بالجنة ؟ ولماذا نسعى للنجاح وما هو النجاح ولماذا نريده فى الاساس ؟ ولماذا لا نكتب حتى الموت ؟ ولماذا الهرب لا يريحنا هو فقط يؤجل المتاعب حتى حين ؟ أين المفر ؟ ولمذا نهرب فى الأساس؟ ألم نكن نحن من اختار المسئولية قبل الخليقة ونحن من دفع أجسادنا للخرج من أرحام أمهاتنا ؟ مللت التساؤل بحق اعنى ألاتوجد أجوبة جاهزة لكل تلك التساؤلات ؟ ألا نستريح ونكف عن التساؤل والاكتفاء بالحياة كما هى دون أن ننتظر منها شيئا ما ؟ وأحلامنا ؟ صارت أحلامى مرهقة بحق تستنزف طاقتى التى أحاول استعادها أثناء العيش ما عدت أحلم بكِ جزيرتى هنا منعزلة للغاية وصوت الموج بات يزعجنى و النخل الباسقات الطول جعلننى أنس وجهك الصبوح المفعم بالحياة لا المفعم بالحب .. والحب ..لغز آخر بات يحيرنى ربما هو القشة الأخيرة التى يتعلق البشر بها كى لا يفقدوا قدرتهم على الحياة ..اعذرينى إن شوهت مفاهيمك المشروحة مسبقا انما انا فى حيرة تكاد تُغرقنى مثلما يغرق القراصنة بعد حرب ضروس مع بحارة البحار السبع ..ما أنفك أعذب نفسى بتلك التساؤلات ولكننى سئمت الحياة ولا أود الرحيل عنها فى آن معا ..أخشى الموت ولكن للموت حكاية أخرى ..ربما أحدثك عنها فى رسالة أخرى ..

Thursday, June 18, 2015

perhaps

" you won't admit you love me and then how i am ever to know ? you only answer perhaps , perhaps , perhaps "

صدح المذياع صباحا بتلك الاغنية التى كانت "مارلينا" تعشقها ..وددت الرقص على ألحانها ولكنها كانت متعبة من آثار ليلة البارحة ...تلك الليلة التى تركت فيها ندوبا لا يمكن أن تُشفى منها ..فقد حاولت الانتحار وتراجعت عند الثانية الأخيرة ..فقد بدا لها المبنى الذى تسكن فيه بالغ الارتفاع عندما همت بالقفز .ولكن ما لا يمكن نسيانه هو روعة الشعور بالعظمة عن وقوفها عند حافة الشرفة ..وايضا الاحساس باللاوزن ..شعرت وكأنها طائر صغير على وشك تجربة الاطيران لأول مرة كى يكتشف بعدها أنه يجب ان يتعلم كيفية الطيران كى يحلق كما يريد ..وددت التحليق بعيدا بعيدا عن كل ما علمته يوما وكل من عرفتهم يوما

..هى تعلم جيدا خطورة قرارها هذا ولهذا تراجعت عندما تذكرت ضحكته ..وحده الذى استطاع انتشالها ,وحده الذى استطاع فى كل مرة ان يجعلها تبتسم ملأ الروح ..تلك الروح التى تاهت منها منذ ملايين السنين ..ربما نسيتها على أرجوحتها الصغيرة .. كانت تمتلك فى كل منزل انتقلت له وهى طفلة.. أرجوحة ..ولكل أرجوحة منهم كانت تبوح بسر ما ..أرجوحتها الاولى كانت تحب الغناء فجعلها هذا تندندن دوما أغان جديدة فى كل مرة تركبها ..مع العلم أن الاغانى جميعها كانت من تأليف عقلها الصغير ..والثانية انتشت بحديثها باللغة الفرنسية ..تلك اللغة التى خلقت سقفا أعلى لطموحاتها ..على ذكر الاسقف ..بدا سقف غرفتها بعيدا جدا ذلك الصباح ..أبعد مما قاسته الاسبوع الماشى عندما حاولت حساب المسافة التى يحتاجها حبل كى يشنقها ..فوجدت ان المسافة لا تكفى لارداءها ميتة فى وقت قصير ..ولم ترد حينها المزيد من الألم فقط ارادت راحة تامة ..مثلها لها الموت فى ذلك الحين ..

قطع جرس الباب حبل افكارها ..بدت الفكرة سخيفة لها ..فالأمر وكأنه يتكرر مثلما يحدث فى الروايات ..حبكة قاتمة ثم غريب يأتى ليكتشفها ..كان الغريب ليصطدم بجسدها المرتطم بالارض قبل صعوده لبيتها ..تمنت حينها ان يكون الغريب هو ذلك الشقى الذى اقتحم عالمها على حين غرة ثم رحل دون أثر يذكر كأنه لم يكن ..شعرت وكأنه كان مجرد حلم استمتعت به ثم رحل عنها تاركا اياها فى صحوة لا احلام فيها ..أذاقها الحياة حلوة كما لم تعرف يوما ..ثم أذاقها الوجع مراً كما عرفت دوما ..

كانت جارتها التى تصغرها ..بوجهها الدائرى وشعرها البرتقالى المتوهج المصحوب ببقع النمش الصغيرة ..حاولت يوما ما ان تسخر منها بسبب تلك الحبوب ولكنها فيما بعد عشقتهم ..كانت تلك الصغيرة تذكرها بماضيها الطائش و المتهور بتنورتها القصيرة و علكتها التى لا تفارق فمها 
"مارلينا ..هل أنت هنا ؟ " 
ارادات الاجابة أن لا هى ليست هنا ولم تعد توجد بهذا العالم البائس ولكنها وجدت قدماها تقودانها نحو الباب لتفتحه وشعرها أشعثا وعيناها منتفختان بالألم والخوف والوجع والزهد فى البكاء الذى ما عاد يريح قلبها 
"مارلينا ..هل أنت بخير ؟"
جمالك أضاف غباءا اليك يا "جيسى" هل أبدو لكِ بخير 
لم تنطق وانما فتحت لهها الباب واومأت لها بالدخول وعادت الى سريرها ..
"مارلينا .. ماذا بكِ؟ تبدين وكأنك عدتِ توا من الموت ؟"
ها هو غبائك يستحيل ذكائا..
" يمكننا القول أنكِ محقة.. عدت توا من الموت "
"ولكن لماذا ؟"
" ماذا تريدين يا جيسى؟"
اقتربت جيسى منها وحاولت احتضانها ولكنها قاومتها ..لم تكن تريد أيا كان قريبا منها 
" كنت أود التسكع معكِ.."
"وأنا لا أريد" 
"حسنا اذا ..اغتسلى و سأمر لاصطحابك عند التاسعة "
"سأكون نائمة حينها ..أرجوك لا تزعجى نفسك سأنام قليلا وأصحو لأكون بخير"



"حسنا "
وقبلتها قبلة خاطفة على جبينها و ذهبت ..تاركة اياها غارقة فى أفكارها التى تزداد سوادا على سواد ..وفجأة رن هاتفها يشير الى استقبالها رسالة نصية 

أفتقدكِ

هكذا بكل بساطة ..عاد ..عاد ليغزو عالمها وكأنه لم يرحل يوما مخلفا جروحا لا تشفى سوى بعد سنوات من النسيان ..عاد يطلبها مجددا ..ساد صمتها قرابة الساعة الى أن رن جرس الباب مجددا..قررت أنها لن تفتح هذه المرة ..ألا يمكنها التمتع بالخصوصية ولو لوهلة فى هذا العالم البائس ؟
مرت دقائق قبل ان يرسل رسالة اخرى 

هلا فتحت باب شقتك يا حلوتى ؟


ياله من بائس .. أعزم على مطاردتى ؟؟ 
نفشت شعرها و تأكدت انها تبدو مزرية كما يجب كى تبعده بمظهرها الموحش و تتخلص منه 
فتحت الباب ..لتجدها..لم تكن سوى باقة كبيرة جدا من الورد الأبيض الملفوف بورق الشجر الأخضر ..كان يبدو وردا مسحورا بصورة خيالية ..تسمرت أمامه ولم تتحرك سوى عندما رأته واقفا يحمل تاجا من الورد البنفسجى الذى البسه اياها وحينها فقدت قدرتها على الكلام ولكنها استردت قدرتها على الحياة 




Saturday, April 11, 2015

طيب خاطر

تقوم قلقة من نومها المضطرب .. تظن انها نامت كأهل الكهف عدة أيام او نص يوم وتتوقع ان تجد الشمس تخبرها بأن صباح الخير ..ولكنها تتفاجأ انها لم تنم سوى ساعة ..وربما أقل ولكن حلمها ذاك كان طويلا ..مر يومان وربما أسبوع منذ اضطرب نومها ..لا تدرى هى لماذا ..حسنا هى تدرى جيدا سبب هذا الاضطراب ..ولكن لتترك الكآبة جانبا هى جاءت لكى تكتب بعدما شعرت أخيرا ان شيطان الكتابة راض عنها .. وربما كان هو الذى أيقظها من نومها كى تلبى دعوته للكتابة ..وهى بالفعل تحتاج الكتابة كثيرا ..ربما لتدون عن ضحكتها التى رجت أرجأء روحها بعدما بهت وجهها من أثر البكاء والوجع فى كل ليلة .. او لتدون عن روعة مدينتها الصغيرة التى تعشقها عشقا لا تعترف به كثيرا ربما لأنه منسوج بخلاياها منذ خلقها .. هى تهوى شوارع وسط البلد و تشعر أنها تحادثها و تروى روحها وتحتضنها كأم تتمنى يوميا الحصول عليها ..
تطيب بخاطرها اذا ما كانت تشكو جرح قلبها او تشاركها خطوات رقصها اذا ما عمّها الفرح وتعشق ذلك الأزرق الصغير المدعو بالنيل .. لطيف كصبى مدلل هو.. كان هائجا اليوم علّه يعوضها افتقادها للبحر ونسيمه .. وكان الجو شتويا كربيع باريس الذى مازالت تتمنى أن تشهده وتستمتع بالرقص تحت زخات أمطاره مثلما تمتعت بالدعاء اليوم عندما امطرت السماء عدة مرات ..كان اليوم يشاركها مزاجها المتقلب بكثرة مؤخرا ..


"بلا ولا شى ..بحبك "
ربما أرتضى منك فقط بنظرة يومية تبتسم لى على استحياء وأنت تقومين بسقيا وروردك التى تشبهك أو ضحكة ملأ روحك الرحبة كالحقل الفسيح الممتد أمامنا 

"منزلى كان خندقا ..لا أراجيح للقمر "
عزيزتى ان كان للقمر مكان فهو عينيك البنيتين اللتين تسافران عبر الصحارى كسفرك الذى بدأ ولم ينته بعد .. 

- ان كانت تشغلكِ الى هذا الحد فلتمنحيها عمرا على الورق ..
-- هى التى منحتنى عمرا منذ أعلنت حبها لى تلك الصغيرة ذات الخمس سنوات ..ذات القلب الأبيض والعيون الحنونة  والضحكة الفرحة التى تجعل القلب يتراقص اذا ما سمع رنين ضحكتها تصدح فى الأفق 
" تلك الرقيقة المتفتحة كزهرة يفوح عبيرا كالبنفسج وتلك الشقية التى تهوى أن تكون مدللتى الوحيدو ولا أحد سواها ..وتغر على كأمير يغار على صهوة حصانه من أن يمسها أمير غيره ..فوحده من روض تلك المهرة مذ كانت صغيرة ووحدها من تمتلك قلبى دونا عن باقى من فى فصلها الصغير .. حضنها يشبه حضن أمى ..حنون و يهدهد الروح  واذا ما بكت وأضحكتها تشرق الشمس من بين عينيها .. وأحتضنها فتطمئن .. وأحكى لها الحكايا قتستمتع و تعيد حكايتها لصديقاتها .. 
حبيبتى التى لم أتخيل يوما ان يصيبنى حبها ولكنه أصابنى ولكم التقف قلبى وهو يهوى ..فردّه مرفرفا بقبلة منها ..

القلوب الصغيرة قادرة على منحنا ما تعجز عنه الكثير من القلوب الكبيرة ..باختصار ..أعشقها 

Tuesday, March 31, 2015

عزيزى لا أحد #3

عزيزى لا أحد ..
أفتقد كتابة الرسائل اليك .. الواقع مازال يعتصرنى ويجبرنى على التوقف عن الحلم ..الواقع موجع بحق ..أود الراحة على كتف أحدهم كى أنسى ما يحتملنى من هموم ..مللت التفكير فى الحاضر والماضى وما قد يحمله المستقبل .. تعالى وراقصنى .. أو لنحتسى سويا فنجان قهوة على أطراف نهر مديتنا.. ولتشتر لى معك بالونا من الهيليوم .. تعال لنفقد احساسنا بالزمن ولو لساعة .. تعال لتذكرنى كيف كانت الكتابة ..نسيتها نسيانا لا يغتفر ..تجرى الساعات فتطاردها الايام وربما أغمض عينيى لأجد سنوات العمر قد تاهت فى لاشئ ..اه لكم أفتقد اللاشئ .. أفتقد الكثير من الأشياء ولكن لا ..أعدك أننى لن أبك اليوم ..بكيت كثيرا وما يحمل البكاء سوى لوعة فوق لوعة القلب المسبقة .. ربما أفتقدنى ..لكن أما مللت تلك الحالة من الفقد التى لا تُروى ..استيقظت اليوم على أصوات تأوهاتى .. لا يصيبنى الخجل فى غرفتى الصغيرة ..أتعلم اننا عندما نتألم فى صمت يزداد ألمنا انما اذا ما بكينا وصرخنا ومنحنا آهاتنا صوتا ..يشعرك هذا كما لو كان الكون يشاركك حزنك ..

عزيزى لا أحد ..
لا أريد ان تظن اننى شخص معقد او اننى اعشق البكاء و الحزن ..حياتى حاليا سعيدة الى حد كبير ولكنك تعلم صعوبة الا أمتلك السيطرة على الكثير من أجزاء تلك الحياة ...الأمر يشبه ان يقود أحدهم سيارتك الجديدة .. أفتقد العديد من الاشياء ..ومازال البحث عن التوازن جاريا .. 

عزيزى لا أحد ..
ربما أصبحت لا أبالى بأحد ولا بأى شيىء..أود السفر كثيرا كالعادة ..أود الهروب ..ولكم أفتقد الهروب ..لم يعد من شيمى أن استسلم حين افقد القدرة على المقاومة .. صرت اخاف الهرب ..ربما صرت أتقن المواجهة أو لعل المواجهة صارت هى الاختيار الأوحد .. هناك حلقة مفقودة عزيزى .. ويوما ما ساذهب للبحث عنها ..وحتى ذلك اليوم .. تقبل خالص مشاعرى بالحب المطلق الغير مقيد بشروط ..