Friday, March 21, 2014

عبث

الهرب .. أن ابحث عن الهرب فى الكتابة ..طالما كان مبدأى ان اكتب كى اجد من يشاركنى شعورى بالفرحة الغامرة أو بالخوف الاسر او بالتيه الذى لا مفر منه سوى عندما أجدنى وأنا اكتب .. أن أهرب من دقات قلبى المتسارعة كركض الغزال من مفترسها المحتمل بالغابة وأتمنى أن اجد صخرة للصلاة مثل تلك التى وجدتها مارينا ..


الصلاة تدفع للبكاء ..أم أننى صرت أكثر تأثرا واسهل استثارة بمختلف أسباب الحزن .. فى كل "رحمن رحيم"يذوب القلب خوفا وجزعا وأملا و عشقا وضعفا وتشردا وتيها وضياعا ووجودا وتنهمر الدموع شكوى للخلق بالضياع فى فهم مخلوقته الضعيفة القابعة بين جنبات القلب و التى تسرى روحها مسرى الدم منى ولكنى مازلت لا أتمكن من فهمها ..

تسارع دقات القلب ورعشة الأصابع كتلك الحالة التى تشبه ماقبل القفز فى الشلال الا انها لا تُتبع بقفزة قد تحرر الروح من قيودها ..هى فقط تلقيها فى قيد اخر فتستحيل كتلة البهجة المشعة لصمت منكسر لا يجرح ولا يعود يشعر بالجُرح ..هو فقط قد يأسر من يراه بأن يُثير فضوله ليحاول معرفة من أطفأ شلالات الفرح ومن أخرس ضحكات الشغف ومن جعل الصدا ينفذ لبريق العينين اللامع ...

يوما ما كانت هنا ..ولكنها ذات صباح ما عادت هنا ..سافرت وتكورت فى عالم لا يدريه سواها و لم تعد تدعو ايا منهم اليه ..تستيقظ لتتناول قهوتها وتكتب قليلا ثم تقرأ كثيرا ثم تعود لتكتب كثيرا وطويلا الى أن تفقد الوعى كتابةً وتستيقظ دون ان تتذكر ماذا كانت تفعل

أكبر من أن تُحكى هى تلك الهموم والمخاوف الصغيرة التى تتراكم لتكبر وتكون جبلا يُثقل الروح لدرجة تجعل النوم ترفا بعيد المنال والبكاء رغبة غير مشروعة ..

عجيب هو كيف أننا نتمكن من اخفاء كل مشاعرنا وراء لوحة مفاتيح, وكيف يمكن ان نتذرع انه لا طاقة لنا بمحادثة من يريدون الحديث معنا لأننا فقط"لا نمتلك الطاقة لذلك" وكأنهم يفهمون معنى ذلك فى المقام الأول !! 

بعيدا عن كل هذا العبث ..كل عام وأنتِ أمى ..يا حبي الأزلى و وجودى الذى لم يبدأ كى ينتهى ..أحبكِ 

No comments:

Post a Comment