Friday, September 6, 2013

ولى فى الكتابة حياة

مازالت اذكر ذاك المنشور الذى كان يعلن لا تكتب الا عندما تريد .عندما تأتيك الرغبة فى الكتابة مُلحّة كما رغبتك فى تناول قطعة الشيكولاتة الان فى هذا الوقت بالذات ..عندما تشعر بشلل فى يدك لا يشفيه سوى احتضانك لحاسبك وافراغك لكل ما تريد على مدونتك 
او امساكك لأول قلم تقابله فى طريقك لتنهال على هذه الورقة او تلك وتنتحر أو تحيا كتابةً وتكتب كما لو أنها أول مرة بكل شغف وكل خوف من ان تقف الأفكار ولا تعود لتملأ عقلك وكل فرحة بانهاءك ما أردت قوله كتابةً..ومابين شعورك أنها قد تكون اخر مرة تكتب فيها تكتب كما مُودعِ يكتب رسائل لن يقراها أحد .. وتموت لتحيا وتخبر الورقة بما لم يتمكن البشر من فهمه ..اه..لكم من مرة أنقذت الكتابة حياتى فيها .. وكم ساعدتنى على التوازن فى عالم متأرجح حد الجنون وتائه وتيهه يفوق تيه روحى وفوق هذا يظن انه اهتدى لصراطه المستقيم .. كم من قصة كتبتها بعدما قُتلت مرات واردت ان أخلد حادثة قتلى تلك ..انا تلك التى تخشى الكتابة بصيغة الأنا و تحب صيغة ال"هى" رغم أنها تدّعى جرأتها و تمردها على القيود و كراهيتها لخلق قيود على كتاباتها أيمكنك ان تُقيد تنفسك يوما ما؟ اذا أمكنك ذلك فلتنافق فى كتاباتك كما شئت ولتكتب بأيد مُكبلة وملطخة بدماء الحبر الذى سيبقى أمد العمر ساخطا عليك لأنك سلبته حريته دون أدنى حق .. عندما أكتب اشعر بأن يداى ترقصان مع قلبى ودقاته لحن لهما و عقلى يقف هناك اما يُمثل عدم المبالاة أو مصفقا كمن يصفق لراقصة الفلامنكو..أو كما مدير يتكهم على عمل مرؤسيه .. دائما ما يغير موقفه هذا العنيد .. يوما ما كما قالت يمنى سأجوب العالم واكتب وأكتب وأكتب .. لأحيا .. يمكن ان احيا بلا عدة اشياء ولكن لا تحرمنى ربى هبة الكتابة كى لا أموت ..فما يوجد-بعد- هنا أحد كى ينقذنى أو يسمعنى كما يجب او يفرح معى كما يجب أو يراقصنى كما هذا القرصان فى مرفأ فيينا الذى يعرف الألحان التى يعزفها القمر ..وحقا لى فى الكتابة حياة وألف حياة ..


No comments:

Post a Comment