Saturday, January 18, 2014

نزلا ..يتمنى أن يصبح منزلا

هم فقط ياتون يؤثثون جنباتى بضحكاتهم وتراشقهم بالنكات والحكايا التى تُدمع العيون و يسلون ليلى بأحلامهم ويستيقظون ليقصّون على حوائطى أكثر لحظات أحلامهم خوفا وفرحا ومغامراتهم التى ضاقت عليهم بها الحياة .. يمضون أياما تزيد الالفة بيننا ..وتُذيب الثلوج القائمة بين قلب الفتاة القابع داخل تلك الصورة المؤطرة المُعلقة فى وسط الغرفة وبين قلوبهم المُتعطشة لمغامرة جديدة مع طلوع كل شمس ..الكارهة لكل خوفِ كان ..الهاربة من كل مرفأِ..الهاربة منهم إليهم ..أيمكن ان احكى لك كيف أنهم يثورون حبا ..وشغفا وعزفا على ذلك البيانو الأسود الذى أعتبره ابنى ..وهو اتخذ حائطى الأيمن أما وحائطى الأيسر ابا ..يعزفون ليلا فتشرق الشمس ويعزفون نهارا فيُضىء القمر ... ويزورنى الربيع خريفا و تتساقط الأوراق لتهرب من مصير معروف الى مصير تود أن تعرف .. تصبح الحياةُ حياةَ بوجودهم .. ويضج قلبى بتورد وجناتهم عند تناولهم الطعام ولمعان عيونهم ومجرد حركتهم الواهية عند نومهم مساءا أو بعد شروق الشمس لتشرق مرة أخرى مع استيقاظهم ورائحة القهوة التى تجعلنى دائما متحمسا ومتاهبا لخططهم الجديدة فى كل صباح ..أسيذهبون للصيد ام لتسلق جبل الألب..ام لخوض الغابة المحيطة بى ليستكشفوا أجزاءها ويبيتوا هناك مخيمين وينسون أن يشعلوا المدفأة فأبقى وحيدا لا يشعر بى أحد أبكى غيابهم وشدة البرد .. ولا أجد ونيسا بعدهم سوى البيانو يعزف لى ألحانه التى ما تنفك تذكرنى بهم لأذرف دمعا يتحول الى بحيرة يتفاجأون بوجودها عندما يعودون ولكن لا يهتمون .. فهم أصبحوا منشغلين بالاعداد لحقائب السفر ولكن ..لا حتما انها رحلة صيد او تخييم أخرى ..
أليس كذلك أيها البيانو .. 
لكنهم يجمعون كل متعلقاتهم وكل ما قد يذكرنى بهم ..
لا بد انهم سيعودون ..
ولكن لا يعودون يوما .. ويتركوننى وحيدا ويتركون نوافذى مُشرعة ..وابوابى دون أغلاق مُحكم .. وأصبح أنا كما كنت ..
نزلا ..يتمنى أن يصبح منزلا ..

No comments:

Post a Comment