Thursday, April 14, 2016

قصة حب قصيرة #1

الموسيقى ..تقول الكثير دون كلمات ..مجرد ألحان تصعد بك حيث سماء لا حدود لها سوى قلبك وكلما اتسع حجم قلبك كلما زادتك الموسيقى تحليقا فوحدك أنت الذى تضع الحدود و أنت الذى تلملم الكلمات المبعثرة و تجعلها ذات معنى لا يدريه ولا يفهمه سواك تخاطبك النغمات على مهل همسا و صراخا و رقةً و وجعا وتفك أنت الشفرات شفرة شفرة الى أن تحل جميع العقد و تسبر أغوار جميع اللعنات تماما كما فعلت أنت فى أول لقاءِ لنا ..ظننت أننى سأشعر بالغربة فى القاهرة عند زيارتى لها فى أول مرة ولكنك كنت هنا ..آنست وحشتى و تنقلت حرا بين جنبات روحى و كان وجودك بمثابة الجنة التى إلتجأت فيها من حرارة الطقس الذى زاده وجودك بجوارى حرارة فوق شدة قيظه ..

عيناك سفينتان غارقتان بجوار مرفأ مجهول أضاع جميع البحارة خرائطه ووحدى التى اكتشفته دون بوصلة او دليل ..فقط وصلت الى جزيرتك كمن ألقتها الامواج على صدر الرمال دون استئذان ودون اختيار للوجهة ..ظننت اننى انا التى أختار وجهتى ولكن كان ذلك قبل أ|ن ألتقى بك و تكون انت بوصلتى ووجهتى .. يقولون ان الحب هو أن يفقد المنطق منطقه و تعجز عقولنا عن محاربة القوة التى نخفق بها قلوبنا وأظن أننى .. أحببتك ...نعم "طارق " أحببت الطريقة التى تنظر بها الى عيناى فتخبرنى أنك اشتقت الى خلال الساعات الماضية التى لم نمضيها سويا ..وعشقت الطريقة التى تعمدت فيها ان تخسر أمامى فى لعبة الشطرنج رغم يقينك بيقينى أنك شديد البراعة بها ..وأستطيع أن أؤكد لك ان سقوطى بداخلك كان مدويا وصادما لكل ما اعتقدته طوال سنواتى الاربعين التى تركت بصماتها وتجاعيدها على جسدى ولكن جاءت لمساتك لتعيد الحياة الى ..هكذا بمنتهى البساطة وكأنك كنت هنا منذ الخليفة ..كانت القاهرة شاهدة على تقهقرى بداخلك حيث يرقد قلبك بهدوءه المثير يكفى أننى رايتها من خلالك ..فوقعت فى حبها من اول نظرة وأول لقاء ..رايت شموخ الهرم على مر القرون كشموخ كيانك فى وجه الوجع ..و أحسست دفء الأحياء الفقيرة التى تحيط بقلب القاهرة كشرايينها التاجية كدفء الطريقة التى تحيط بها خاصرى أثناء عبورنا الطريق ..والبحر الهادر يشبه صوتك الذى يأتى مطمئنا لى فى ساعات المساء الندّية ..أتسمح بمراقصتى على شاطىء النيل العتيق؟ كى ننسى سويا كل ما مضى قبل سقوطنا معا فى هاوية لن ندرى كيف يمكننا الفكاك منها ولكنها الحياة ..ظالمة كعادتها فراقنا هو النتيجة الحتمية لذلك التوهج الذى اعترى كلينا ولربما فى كونى "جولييت" التى افترقت عن حبيبها روميو ففراقنا كان محتوما منذ تعانقت يدينا 

*مستوحاة من فيلم "كايرو تايم"
** يمكن الاستماع للمقطوعة دى وانت بتقرا
https://www.youtube.com/watch?v=DUg9BAjHN78

No comments:

Post a Comment