Friday, August 29, 2014

ما كانت غادة لتكتب لغسان


عزيزى غسان ..
أعلم أنه لم يتسنى لنا اللقاء منذ وقت طويل ..لكنك تعرف ما قررت ..تعرف أننى امراأة تملك من العند ما يغرق بلدانا ..وتعرف جيدا أننى قطعت عهدا على نفسى بألا أمضى دون أن اترك فى هذه الدنيا بصمة لا تزول حتى بموتى .. وتعلم أشد العلم أننى اعشق الارتحال ولم أكن يوما متواقفة أنا والاستقرار ..لا ببيت ولا مع رجل ولا فى وطن .. مفهوم البيت لا يتجاوز وجود سرير وللنوم ومكتب للكتابة ..ولهذا صارت الفنادق بيوتا تحتوينى كلما قررت الفرار منى أو الىّ.. مفهوم الوطن تشوه بداخلى فما عادت أوطاننا تستوعبنا ..ما عادت تحتوى رغباتنا ولا ثوراتنا وبالطبع أحلامنا ..لتلك الاحلام التى صارت تقتلها يوميا بدم بارد .. كما قتل الوطن حلمى يوما ما فذهبت للبحث عنه فى أراضِ أسميتها وطنى باختيارى ..وكلانا يعلم ما دور الرجل فى حياتى ..أقله انت تعلم ذلك .. وتعلم كم أحببتك ربما ليس كما أردت ولكنك سيدى تعرف أن العشق مذاهب ولكل منا مذهبه و طريقته وربما كانت طريقتى لاذعة بعض الشئ ..ولكن أليست الحياة لاذعة .. كانت رسائلك تذبحنى ولم أكن يوما بمثل القوة التى تخولنى أن اقطع رسائلك دون قرائتها .. مازالت احتفظ بكل كلماتك فى قلبى .. وفى رسائلك التى هى من كنوزى الصغرى .. أعلم اننى اثرت حنقك فى كل مرة لم أكن أجيبك برسالة أخبرك فيها على الأقل اننى استقبلت رسالتك ..لكننى عزيزى وددت أن أُخلصُك منى ..تمنيت فقط لو تنسى غادتك التى تركتك تشكو ظمأك ..وجوعك اليها وخوفك منها ووحدتك دونها ومضت بعيدا عنك وضنت عليك حتى بالتعبير عن اشتياقها لك ولوجودك الآسر 
ولم تنس..
كنت فى كل مرة أغير عنوانى اراهن نفسى أنك لن تتمكن من الوصول الى ثم استيقظ فى اليوم التالى لأجد رسالة منك تخبرنى فيها بمستجدات حياتك و تخبرنى كم تشتاقنى رغم ابتعادنا .. لم أكن أبكى ولكن قلبى كان يفعل .. لم يستوعب ذاك الصغير الساكن فى صدرى واقع أننى ضحيت بك فى سبيل حياتى التى أردت فقط أن احياها كما يجب .. وجودك كان ليقيدنى ..حبك كان أكبر من ان يحتمل حبا اخرا بجواره ..

لا أعلم لماذا اكتب هذه الرسالة الآن .. ربما كى أتخفف من شعورى بالذنب تجاهك وربما كى أعتذر لك عن كل ألم سببته لقلبك الذى علمنى ما 
لكنك مثلى تعلم كيف ان الكتابة تريحنا وتوجعنا فى آن معا ..ربما نتلاقى فى حياة اخرى وحتى ذلك الحيت لتعلم اننى ما أحببت أحدا مثلما أحببتك وأننى أفتقدك وافتقادك عقابى الأكبر فلا ترسل الى لعناتك من العالم الاخر .. 

غادة ..صغيرتك التى ما كبرت على يديك 

* رسالة تخيلية من
غادة السمان لغسان الكنفانى ..فلتنزل السكينة على روحيهما 

Thursday, August 7, 2014

رصيف نمرة 5


رصيف نمرة خمسة والشارع زحام ..
وساكت كلامنا ما لاقى كلام ..

اه والله ما عاد الكلام بيفرق .. ويفيد بايه وهو معادش يوصل اللى عايزين نوصله .. وهو ايه أصلا اللى عايزين نوصله ..

رصيف نمرة خمسة .. ومنطقتى اللى قلبى بقى بيحبها على كبر ..يمكن عشان بقى فى بينا عِشرة ..نفس الدكاترة بعيادتهم موجودين هنا والفاكهانية وبتوع محلات الموبايلات و الشوارع وما أدراك ما الشوارع ..العشق الحقيقى ..والقمر أما بينور هنا ..بيبقى نوره نورين 
والراجل اللى بيشغل عمرو دياب واغانيه القديمة بس .. .. 

خليك فاكرنى ..
أو متفتكرش .. عزيزى ..فكرت عمرك قبل كده أد الحياة مريحة من غير ذكريات .. الذكريات على قد ما هى بتبسط بتوجع بعدين .. 
.. مغفل اوى السطر اللى فات ده .. الذكريات هى احنا ..واحنا مبنحبش ننسى عشان بنحب شوية الوجع اللى مخليينا نحب روحنا اللى فيها عجايب الدنيا .. خليك فاكرنى ونصيحة متنساش حد .. ولا تنسى حاجة ..

الناس كلها بتتجوز .. عامل كأن الكوكب قد شارف على الانفجار وهيسيب فيه السناجل فيه وبس ..نحن صامدون وعلى العهد باقون .. ليه تدخل السجن برجلك طالما ممكن تبقى قاعد حر ذاتك مع أهلك اللى يبتقبلوا تقلباتك المزاجية وبيصرفوا عليك ..واكل شارب سارق نايم ببلاش .. 

عزيزى لا احد 
مسيرنا نتقابل ونشرب قهوة على النيل الصبح بدرى ومنتكلمش ولا كلمة ونقوم نروح بعدها عادى من غير ولا كلمة وساعتها هنقول كلام كتير جدا ..للنيل ..ومن غير ولا كلمة .. 

واياك تفكر بحر الشوق مهما على هيغرقنا ..
احنا اصلا مش بنعرف نعوم .. 

*طبعا واضح ان البوست مستوحى من اغانى عمرو دياب القديمة ..تراث