Saturday, July 26, 2014

بس بيت !

عن الفندق اللى حلمه انه يبقى بيت بس مكانش دافى كفاية انه يبقى بيت .. 
فى اسطورة بتقول ان كان زمان ناس عايشين على الارض .. واصابتهم لعنة واتحول شوية منهم لبيوت وشوية لفنادق .. البيوت كانت دافية على طول ودايما طالع منها ريحة كيك و دايما فيها ورد من كل الالوان ..والفنادق كانت باردة ودايما خايفة ..حيطانها على طول بردانة .. كل اللى بيسكنها كانوا ناس بتخاف تحكى ..ومن كتر ما كانوا بيخافوا ..بطلوا يحكوا .. بقوا بيسمعوا بس وحواديتهم خلصت ..يمكن ماتت ..وفى مرة من المرات فندق منهم قرر انه عايز يتحول لبيت .. كان عايز بس يقدر يحكى ويعيط ولما يخاف يلاقى سكانه يطمنوه ..راح لساحر القرية وقرر انه يطلب منه انه يخليه بيت ..مزروع فى جنينته ورد أحمر وجواه دفاية شغالة بالخشب وكل يوم البيانو بيلعب فيه مزيكا صوتها بيخلى العصافير ترقص ..
بس الساحر مرضيش ..وقالّه ان اللعنة لو اتعكست .. ممكن القرية كلها تختفى وتبقى رماد فى ليلة..
الفندق رجع مكانه وبقى مبيحسش بحاجة ..بقى كل ما تحصل فى حفلة يعيط لوحده بعد ما تخلص ..حتى الورد اللى كل يوم كان بيتجدد لما ييجوا ضيوف جداد مبقاش يفرحه زى زمان ..فضل على الحال ده لغاية ما قرر انه يقبل فكرة انه فندق وهيفضل فندق للأبد .. ومن ساعتها قلبه مات وبطل يدق ..ومبقاش يفتح بيبانه لحد وشبابيكه سكنها غربان القرية كلهم ..ومات الفندق ..من ساعة ما بطل يتمنى انه يبقى بيت .. ومكانش يعرف ان اللعنة كانت بتخلى كل فندق يموت يتحول شجرة ..والشجرة بتبقى بيت ..للسناجب ..


Thursday, July 17, 2014

عصفورة الساحات

أجلس للكتابة ..هربا من وجع الحياة وشغفها و خوفا من كونها تستوحش على حين غرة فتصيب القلب من حيث لا أحتسب .. ..اتذكر رضوى عاشور وهى تحكى عن معاناتها لتصب الافكار التى تكتنفها على حين غرة ..أهمس لنفسى "انه ذات يوم ستنقضى كل الهموم وتمضى كل المخاوف ولا يبقى سوى الحب ..الحب وحده سيبقى ." واتساءل ..لماذا يبقى الحب دون سواه ..ألأن الحرب التهمت كل القلوب الطيبة فأماتتها ام لأن الحب لا يليق بكوكبنا ..الحب لم يخلق ليسكن ها هنا ...هو شعور نورانى كالملائكة ..يسكن السماوات ..قد يحّل ضيفا بضع مرات على الارض ولكنه لا يظل طويلا يكمل رحلته باحثا دوما عن وطن يستقر به .. 
يوما ما لمحته ..أو ربما التقيته ..ربما كان حلوا مثل عينيك ولكنى لم اتمكن من مصادقته ..القلب صار بيتا غير أمن لى فما بالك بالامان اللازم لاستقبال نورانية الحب ؟ 

..يا حبيبى ..أنا عصفورة الساحات .
.أهلى نذرونى للشمس ..للطرقات 

مازالت ترن فى أذنى كلمات اغنية فيروز منذ مساء البارحة ..وكأنها تحكينى ..أو تحكى "حدوتة"الروح التى ضلت مرفأها فمازال التيه يؤرجحها حتى تجد ساحتها التى كانت تعتاش على حبوبها يوما ما 

"وبحبك ع طريق غياب 
..بمدى لا بيت يخبينا ولا باب"

لم تكن تدرى هلى حجم التشرد الذى سيأتى بعدك  فمنذ أن التهمتك الحرب وهى فقدت كل ايمانها بوجود البيت الذى يحوى أمانا ..وماعاد هناك أبواب غير أبواب الحدود الموصدة امامها من كل جانب.. فقط أقفال ونحيب مستمر ودمار فى كل مكان ..فقدتك ففقدت بعدك كل معانى الطرق وماعادت تعرف طريق الرجوع ..لم تعد تكتب المراسيل لتحفظها بين طيّات ملابسها فقط صار الصمت حليفها ..كفرت حتى بالكتابة منذ ان غاب طيفك عنها .. 

                                        خوفي للباب 
                                 يتسكر شي مرة بين الاحباب 
وتطل تبكيني ليالي الشمال الحزينة


القلب دوما يخاف مما يأمنه وهى لم تأمن سوى لمجرد باب يحرس غفوة احلامها الوردية ..وظلت تخاف أن ينكسر أو يرحل أو يتحطم أو حتى يفتح مصراعيه على جراحها وأمضّها الخوف وامتص روحها شيئا فشيئا واختفى صوت الدموع وملمس البكاء وضاعوا الاحباب وعادى ..وحيدة ولا يؤنسها سوى ليالى الشمال الحزينة التى لم تعد تستجيب لندائها بأن تتذكرها 

هل سأصبح ايزيس ؟ يوما ما ..قد تمنيت ذلك يوما ولكن أمانينا هى سرتعاستنا ..دوما نجهل ان الامنيات ما هى الا خدعة يتصيدنا القدر بها كى يحفر لنا حفرة توقعنا فى شرور اعمال



نا..

أتساءل هل ما كتبت كافيا ؟ هل أفضيت بكل ما فى الروح ؟ هل عاد للأمر بقية لم تأتِ بعد ؟

ما للوداع علاقة بنا ..سنتقابل فى كل حين نصلى وندعو أن يكون الوطن بخير ..يا وطنى 





Monday, July 7, 2014

راء

غموضها يجذبك .. كراهيتها للنفاق قد تبعدك بعيدا ولكنك ما تلبث ان تعود بمحض ارادتك لتستمتع بضحكتها البريئة حتى وان كانت ضحكتها منافقة ..الا ان نفاق ضحكتها يمثل حقيقة كبرى ..حقيقة تجعلك تتمنى ان تكون لها جنى علاء الدين فتجلب لها كل ماتتمنى من ورود وكتب و امنيات خلف التل وتحت قوس قزح .. قد تبتعد عنك فترة ما ولكن روحها تظل تحيط بك وتعود لتتذكرها ما ان تنادى اسمك الذى اقتطعت منه حروفا كثيرة لتزيده تميزا يجعلك تعشقه منها ومنها فقط .. هى شمس ان اشرقت و كوكب مظلم داكن يمتلك حقلا مغناطيسيا سالبا ان اظلمت .. الامساك بيديها عند عبور الشوارع يشبه التعلق بامى .. واحتضانها يشبه احتضان ابنتى التى لم تأتِ بعد .. هى تخاف الاقتراب كثيرا ولن تسمح لك بالابتعاد كثيرا فان تركتك على باب منزلها كالمشرد فما ان تهم بالعودة لمنزلك كى تجدها فى انتظارك عند اول منعطف لتذكرك كما كان حلو ان تعتبرها بيتا لك ..تحفظ الطرق بسهولة متناهية وكأنها تمتلك جهازا خاصا لذلك فى داخلها .. لا ارى ان دراسة الهندسة تليق بواقع حقيقتها فى العالم الموازى التى تنص بالقطع انها وردة او فراشة او "كتكوت" تاه ومازال يبحث عن وطن .. وهى ترى فى الهندسة شغفا تائها ولكنه لا يساوى شغف الكتابة ..عصاها السحرية التى تبكى بها مشاعرها التى لا يدريها سواها وتتراسل بها مع نصف اخر قبل ان يتركها وحيدة فى مواجهة هذا العالم دون ان يدرى كم ان معونته كانت لتكون مجدية .. يوما اظن انها قريبة الى كاختى التى لم تكن امى محظوظة كفاية كى تلدها .. ويوما تكون -ربما خوفا من التعلق- أخرى تشبه فتاة الصبار ..وهذا ما يميزها ..تلك المغامرات فى الحياة بمعرفتها .. 

عشاق القهوة يزدادون عشقا اذا ما احتسوا القهوة سويا ..
والقهوة معها قد تكون صامتة او مليئة بالحكايا .. والكتابة حول فناجين القهوة عادة اصابتنى بها ولم تخبرنى كيف اشفى منها .. 

أذكر اولى مرات لقائاتنا وكيف التقت ارواحنا دونما تكلف او خجل .. تواصلنا متناسين واقع ان معرفتنا لم تنضج بعد الا أن ارواحنا تأنست ببعضها البعض وانتهى 
الأمر ..


هى من منح حرف "الراء" معنى جديدا ..وهى من اصبحت ال"سنكحة فى الكافيهات" معها هواية حلوة .. 
كل عام وانتى الحلوة القلب ..الرائعة الضحكة ..الامنة التى لا تخشى سوى الله .. الكاتبة الموجعة ... الطامحة على استحياء .. الحنونة حينا والبعيدة باقتراب حينا اخر ..

Sunday, July 6, 2014

هو انتى ليه دايما كده؟!

عمرك حسيت انك تعبان ومش هيخففك غير انك تكتب بس بتكابر فتفضل تكابر وتطنش رغبتك انك تكتب عشان خايف ..خايف تضرب الباب اللى وراه الوحش اللى مخوفك برجلك او خايف تحفر جواك فتطلع الحاجات اللى انت مش عايزها تطلع للنور وبتبذل كل يوم مجهود عشان تداريها و تدفنها اعمق وأعمق بس انت واثق انها يوم هتغرقك وتقتلك زى ما كنت بتحاول تقتلها ..

مرة سألنى ايه علاقة الكتابة بالاكتئاب مقدرتش أرد غير بانى قلت انهم نفس الحروف فمتصلين ببعض ..بس الاكتئاب بيجيب كتابة والكتابة بتخفف الاكتئاب ولو للحظات صغيرة

امتى اخر مرة شربتى قهوة ؟
مش فاكرة ..جايز اسبوع او اتنين
مش قصدى شربتى ..قصدى روحك انتشت بشرب القهوة ..
...............

صباح الخير ..تصبحى على خير ..أبسط حقوقنا اننا نسمع الكلمتين دول بقى مش موجود

عارفة الصوت اللى بييجى فى عز الخوف ويقولك "متخافيش ..أنا هنا" بيبقى احن واصدق بكتير اوى من الناس الحقيقية اللى بيبقوا هنا ماديا بس ...

من الصبح الجملة دى فى دماغى " هو انتى ليه دايما كده ؟" مش عارفة السؤال موجه لمين ولا اجابته ايه ..انا بقيت بخاف من الاسئلة الحايرة من غير اجابات .. كفاية حيرة ,
بس عامة ..ليه ؟
يمكن عشان غريبة ودايما تايهة وجبانة ومحتارة ..يمكن

كل المشاعر بقت باردة وملهاش طعم زى الاكل البايت ... تكنيكيا باردة يعتبر وصف .. هى مختفية ..انا لا أشعر ..لا اهتم ولا اريد ان افعل ..المدينة بقت غير مأهولة والسكان اتهجروا لمكان تانى يمكن يكون أحلى وشمسه بتشرق كل يوم بدل انتارتيكا القلب الحالية ..ويا يرجعوا يا تفضل فيروز تغنى "وينن" وبس..

تعرفى ان سؤال ازيك مبقاش له معنى ...الناس مش بتهتم ازي بعض .. 
I am not pessimestic , I am being realistic ..

شمسك هتشرق امتى تانى ؟
لما قمرك يرجع ينور

انا عايزة ورد ..بس محتاجة بوكيه كبير يقدر يصلح الوجع اللى جوايا بعد ما اخر بوكيه ماما قطعته.. 


عن قلبه فيما ابلاه ؟!